قصة نجاح مخترع القارورة مزدوجة الفتح !

المخترع ديف ماير اخترع قارورة ماء تفتح من الجهتين العلوية والسفلية ليمكن تنظيفها بسهولة فمن المتعارف عليه أن قوارير الماء يتجمع في أسفلها الأوساخ و تنمو البكتيريا عليها حتى أنك لا تكاد تطيق رائحتها عند الشرب بعد فترة من استخدامها.

أمضى ديف 3 سنوات من أجل الخروج بقارورة ذات جودة ممتازة فقد تنقل بين 4 مصانع وأنتج 54 عينة قبل أن يصل إلى المنتج النهائي وحصل فيها على براءتي اختراع حتى يحفظ حقوقه من أن تُنسخ.

كل هذا الوقت أمضاه ديف على فكرة قد يراها البعض بسيطة أو سخيفة وأضاع فيها الكثير من الجهد والمال حتى أنه فشل في تصنيعها 54 مرة لكنه لم يستسلم ونفذها بشكل سليم و هذا ما جعله يحصد نتاج إصراره و عزيمته في اللاحق

منتج ديف كما ذكرنا ليس صعباً و لا معقداً لكنه لبى حاجات و أمنيات أناس كثيرين. فكرة سهلة تحل مشكلة موجودة ؛ هذا كل ما يجب أن تبحث عنه ..!

دهاء ديف يكمُن في تسويقه لِمُنتجه ومعرفته كيف ينتج فكرة متكاملة ويطبقها على أرض الواقع فبعد أن أصبح المنتج بين يدي ديف اختار له اسماً سهلاً واضحاً بديهياً “Clean Bottle” و تعني القارورة النظيفة ثم بدأ بتسويقه بالطرق التقليدية المجانية وانشأ له موقعاً خاصاً بنفس الاسم www.cleanbottle.com

لم يكن ديف يملك المال لتسويق بضاعته فقام بطرقٍ في منتهى الفطنة ؛ قام بتصنيع عينة كبيرة لمنتجه ثم قام بلبسها و الجري فيها في سباقات الدرّاجات. بحركته الظريفة الملفتة للنظر قامت القنوات الناقلة لهذه السباقات بتوجيه الكاميرا عليه والتعليق على مشهده الظريف فكسب بهذا دعاية مجانية في قنوات كثيرة و كبيرة السمعة ، كما أنه تمت استضافته بعد تلك السباقات لأنه ظل صامداً في جريه مع المتسابقين لمسافة 10 كيلو متر.

كسب ديف بهذا دعاية مجانية كبيرة و سمعة طيبة ولفت أنظار العملاء لبضاعته النافعة والجيدة وبدأت تنهال عليه الطلبات بالشراء.

لم يكتف ديف بذلك فقد شارك ضمن البرنامج الشهير “حوض القرش” والذي يشاهده الملايين حول العالم وقام بعرض منتجه على التجار.

لم يكن ديف يهدف إلى طلب التمويل بشكل رئيسي عند خروجه في البرنامج لكنه من الجانب الآخر كان يهدف إلى الدعاية المجانية لمنتجه عبر برنامج يشاهده الملايين في أمريكا وكندا و أوروبا ، وكان للمجتهد ديف ما أراد و أكثر فقد شاهد منتجه الملايين و انهالت عليه الطلبات بعد تلك الليلة.

علاوة على ذلك ، شاركه أحد التجار المشهورين واسمه مارك كوبتن وهو المالك لأفضل فريق سلة على مستوى أمريكا لعام 2011 فاتحاً له القناتان التي يملكها للدعاية لمنتجه.

دخول هذا الشريك الاستراتيجي كان أكثر من حلم بالنسبة لديف ، فهل تتخيلون أن قارورته سترقص و تحضر مباريات أقوى فريق سلة على مستوى أمريكا ؟!!!

لم يكن التاجر مارك كوبَن هو الوحيد الذي طلب ودّ ديف ، بل تنافس عليه العديد من التُجار وأصبح ديف هو من يختار شريكه منهم.

فمن أين أتت كل هذه الجاذبية لديف؟ بكل تأكيد الإجابة ستكون على إمكانيات ديف المتكاملة في رؤية الثغرات و حاجات الناس وتلبية حاجاتهم بمنتجات بسيطة وذكية ، وقوة عزيمته في التصنيع و الإنتاج ، و ذكاءه الحاد في التسويق وإصراره على النجاح بأقل التكاليف. فهو بإختصار مشروع رجل عصامي ناجح.

 

كتبهُ و حررّه: إبتسام جبران القحطاني

عضو اللجنة الإعلامية ولجنة الشراكات الريادية والتطوير

مراجعة: أ.نوف العثمان

مُحاضر في كلية إدارة الأعمال