خالد العمّار، أُبوة ريادية للشباب القادم !

في ظهيرة تصل درجة حرارتها لـ 40 درجة مئوية من أغسطس عام 2013، وبعد فتحي لجهاز التكييف للفِرار من حرارة الجو, سرقت بِضع دقائق من واقعي و هربت بها للتفكير في شخصيات كان العطاء قيمة وغريزة أساسية لها في حياتها .

أعود بذاكرتي الآن و أنا أكتب هذه الكلمات  وكأنني أعيش الموقف مرةً أخرى، الكلمات تعجز  عن وصف الجمال الذي رأيته في قيمة العطاء والبذل لأجل المجتمع وبنائه!

كُنت ولا زلت مؤمنة بأن ما أحمله من فكرة قد تحدث تغييراً ضخمًا وبناءاً..

كانت محور الفكرة التي أحملها في ٢٠١٣ تُمثل رسالتي في دعم وبناء أساس قوي لنظرة العمل ومهارة قيادة الأعمال في محيطي .. والذي كان محيطي ببساطة حين ذاك جامعتي، جامعة الدمام .. قدمت بذلك مُقترحاً لعلي به أطور فرداً أو أنمي فكراً أو أغرس ميولاً .. وبالفعل لاقيت القبول من وكالة شؤون الطالبات، و من محيطي الأقرب كليتي كلية إدارة الأعمال  التي أعتز بأني من طالباتها، كانت محطة القبول كالشرارة بالنسبة لي و التي على أثرها ولدت بداخلي انطلاقة للرسالة التي قد تنتظر مني الجامعة تفعيلها ..هطلت كميات السعادة كالمطر وحباته في داخلي و في آن معاً ..أدركت وقتها كمية المسؤولية التي على عاتقي في إيصال ما أرغب بإيصاله.. لم أتوانى برصد العوائق والحلول والبدائل في ظهيرة يومي.

صفحةٌ تلو صفحة أكتبها وجدت من خلالها أن 80% من العائق التنفيذي للرسالة كان فقط العائق المادي .. كيف لي ان أوصل تلك الرسالة العميقة بدون ركيزة تُشغل لي تلك الرسالة بالطريقة التي أطمح إليها ..لم تأخذ المشكلة والعائق الحجم الكبير من وقتي فأنا على إيمان تام مادام الأمر يتعلق بتطوير  أفراد المجتمع سيأتي الحل طِبقٍ لما أريد …سيأتي بعد توفيق من الله.

بدأت بالفور بتصميم قاعدة بيانات لشخصيات ينطبق عليها الأسطر الأربعة التي كتبتها في البداية وكان في المقدمة الريادي خالد العمار .. ولعل زميلاتي واللاتي هُن في داخلي هم كالأخوات يعلمن تماماً حينما أذكر  اسم خالد العمار أربطه دائماً “بالأبوة الريادية ” .. لم أتردد بالتواصل بعدها مع مرجعي الأول في العمل شؤون الطالبات للمناقشة في الموضوع… لما لا يكون الريادي خالد العمار  شريكاً في رسالتي العميقة ؟ كوني لامست فيه حُب دعم المُبادرات التي تلامس المجتمع وتطوره ..انطلقت بعدها بالتواصل مع مكتب الأبوة الريادية ” الريادي خالد العمار” والذي رحب بابتهاج و دعم كبير رسالتي وفكرتي ..لم أنسى تلك العبارة التي ختم بها مكالمته قائلاً فيها لي ..” كم احتياجكم ي ابنتي وأنا معكم في جميع ما تحتاجونه”!

لعل وصف الريادي خالد العمار بالأبوة الريادية هو الوصف الذي أجده قريباً إلى قلبي ..فهم نادرون من يأخذون بأيدي الشباب والشابات ويدعمون إمكانياتهم لتعود تلك الإمكانيات بالخير والنفع على الوطن.

مازلت حتى هذه الثانية أتصفح مبادرات “الأب الريادي خالد العمار” وأتساءل.. كيف لو أن كل رائد أعمال في بلادنا أخذ على عاتقة تنمية عمل من أعمال الشباب .. هذا يغرز ويُطور في جانب العَمل.. واخر يُنمي القِيم …واخر يُمهد طريقاً للمبادرات القيمة ! حينها بلا شك ستكون مُخرجات أجيالنا تحت ظل الدعم والتطوير دائماً وأبداً في القمة..

كتبه وحرره: منال الغامدي