هل تساءلت يومًا عن ماهية الشيء الذي يجعل زيارتك لـ تويتر (أكس)، فيس بوك، سناب شات، .. عدة مرات فاليوم عادة! العادات سلاح قويّ جدًّا للمنتجات والخدمات التّي تعتمد في نجاحها على التفاعل العالي.
السؤال إذًا كيف تبني منتجات يخلق هذه العادة؟. لِبناء منتج يعتاد الناس على استخدامه يجب عليك أولاً فحص المنتجات الّتي اعتدت على استخدامها واكتشاف مُثيراتها وأفعالها، وما تقدّمه من مكافئات وكيف تتفاعل معها.
كِتاب Hooked: How to Build Habit – Forming Products لِكاتبه Nir Eval يشرح بالتفصيل عن كيفية جعل استخدام مُنتجك عادة لدى مُستخدِميك . يعرض هذا الكتاب نموذج (“الصِنارة” hook model ) والذي ينُص على ضرورة التحام 3 مُكونات في لحظه واحدة حتى ينشأ سلوك العادة وهي : الحافز، القُدرة والمُثير. يحتاج نموذج الصّنّارة لكي يعمل مثيرات قويّة، وجهدًا بالحدّ الأدنى للقيام بالفعل، وتنوّعًا في المحتوى، والقدرة على المشاركة في المنتج.
فمثلاً عند استخدامك لِفيسبوك فإنك على الأرجح تتبع نموذج الصِنارة وذلك عن طريق المُكونات السابقة :
- المُثير (الداخلي) : الملل، الفضول، الوحدة، الضجر.
- المُثير (الخارجي): رؤية إشعار من فيسبوك على الهاتف.
- الفعل: النقر على تطبيق فيسبوك لبدء التصفح ببساطة.
- المُكافأة المُتغيّرة : مشاهدة محتوى جديد ملفت للنظر.
- التفاعل : إبداء الإعجاب، التعليق، تحديث الحالة.
لِذا عند تطوير مُنتجك تمعّن في منتجك واسأل نفسك هذه الأسئلة الخمسة:
- هل يؤدي المثير الداخلي للمستخدم إلى قيامهم بالفعل مرارا؟المؤثرات الداخلية كالممل والضجر تؤدي الى الرغبة بفعل أي شيء ومشاركتِه للآخرين أو تصفُح ما يفعلُه الآخرين، لذا فإن وجود المؤثر الداخلي ووجود المؤثر الخارجي في نفس الوقت يؤدي الى الفعل والتفاعل مع المُنتجات الذي اعتاد المُستخدم على استخدامها.
- هل يظهر المثير الخارجي في الوقت المناسب لمستخدميك؟ما هو مثيرك الخارجيّ؟ فإن
- كان المثير الداخلي هو الملل مثلًا، فإن المثير الخارجي هو تلك الدائرة الحمراء فوق رمز تطبيق فيسبوك في هاتفك. ربّما تكون أخرجت هاتفك لتبحث في تويتر، ولكن المثير الخارجي الذي يعرضه فيسبوك أدى بك إلى فتحه بدلًا من تويتر. لا تقتصر المُثيرات الخارجيّة على المُنبّهات والإشعارات ورسائل البريد، فلطالما استخدم كوكا كولا آلات الدفع لتحثّ المُشترين على إرواء عطشهم، والذي هو مُثير داخليّ. آلة الدفع هي المثير الخارجيّ.
- هل تصميم منتجك بسيط بما يجعل الفعل سهلاً ؟التطبيقات التي تخلق العادة هلة البدء و لا تتطلب جهداً كبيراً. ألقِ نظرة على تويتر: افتح التطبيق، مرّر بإصبعك، هذا كُل ما في الأمر! غايةٌ في السهولة! ماذا عن منتجك أنت؟ كيف تُقلّل الجهد المطلوب لأداء الفعل؟ العادات تِلقائية، لا تتطلب التفكير. هذا هو هدفك.
- هل تُرضي المكافأه مستخدميك وتتركهم في الوقت نفسه يطمعون في المزيد؟يُستخدم Flipboard لقراءة الأخبار المُهمة. التطبيقات القائمة على المحتوى تخلق العادات لأنها تقدم تنوعاً. يلبيّ Flipboard حاجة المُستخدمين للمحتويات الإخبارية ولكنه يتركهم راغبين في محتوى جديد يكفي لعودتهم. هل في مُنتجك محتوى متنوّع ؟ امنح مُستخدمِيك سبباّ للعودة.
- هل يتفاعل مُستخدِموك مع منتجك بحيث يضعون في منتجك قيماً بالنسبة لهم؟لا يُتقن أحد هذا كما يتقنه Evernote. بإعتباره حافظة لكل شيء يهمّك تجده على الويب. يجعلك Evernote تبني مُستودعاّ من المحتوى. و هذا يؤدّي إلى أمرين اثنين: يُحسّن المنتج الذي يُستخدّم، ويجعل المُستخدم يعود ليجد المحتوى الّذي حفظته.
إذا أجبت على الأسئلة السابقة وحققت ما تصبو إليه فإن مُنتجك سيكون عادة لدى المُستخدمين بلا محالة .
كتبهُ و حررّه: إبتسام جبران القحطاني.
عضو لجنة الشراكات الريادية والتطوير واللجنة الإعلامية.